دخلت عالم اليوغا عندما كنت في أول فصل في الجامعة. كانت اللغة الألمانيه صعبة وكانت المذاكرة باللغة الألمانيه أصعب مما توقعت

ولأن هدفي كان تحصيل دراسي جيد بدأت بالبحث في الإنترنت عن طرق تقوي الذاكرة وتزيد التركيز، وكانت النتائج عبارة عن خلطات

و أعشاب لم تقنعني كثيراً

في نفس اليوم عندما كنت اتجول على صفحة من صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، رأيت فيديو لمدربة يوغا تمارس الوقوف على الرأس، كتبت في وصف الفيديو أن من فوائد الوقوف على الرأس تحفيز العقل وزيادة التركيز

​

لم أتأخر كثيراً، بدأت في نفس اللحظة أول محاولة لي للوقوف على رأسي واستمريت في المحاولة طول فترة الامتحانات النهائية. كنت اتبع نظام المذاكرة ل ٥٠ دقيقة و ١٠ دقائق راحة، وفي كل ١٠ دقائق كنت أُهرول متلهفة للجدار لأمارس الوقوف على الرأس

انتهت فترة الامتحانات واتقنت الوقوف على الرأس بصورة مذهلة! كنت سعيدة جداً بهذه المهارة الجديدة لكن سعادتي فاقت الوصف عندما علمت إني اجتزت امتحانات الفصل بتفوق

.عندما أخبرت صديقي من الجامعة (السر) لإجتيازي الإمتحانات، أخبرني أن الجامعة لديها برنامج يوغا للطلاب يستطيع الجميع المشاركة فيه بسعر زهيد

وهُنا بدأت رحلتي، أو لأنها أكثر من رحلة لي سأقول، هُنا بدأتُ أُزهر

​

مع حضور جلسات اليوغا بشكل منتظم، كانت روحي تتوق للنور. بدأت بقراءة كتب عن اليوغا والتأمل، ولأن هذه المواضيع متصلة بطريقة او بأخرى ببعضها البعض، بدأتُ بقراءة كتب تتحدث عن الوعي، تطوير الذات وفلسفات الكثير من معلمين الشرق

​

مع نهاية كُل كتاب، كنت أشعر وكأن المجرة كامله في صدري، كأني احمل كل النجوم مُثقلة بكل ماتعلمت. لكني كنت أعلم أن ماتعلمته للتو ماهو إلا القليل من القليل المعروف، وإن كل ماقرات كان بالأصل يسكُن داخلي ولم أعلم عنه، وإن الإنسان كما خاطبه الإمام علي بقوله “أتحسبُ أنكَ جرمٌ صغير، وفيكَ انطوى العالمُ الأكبرُ“ فيه انطوى العالم الأكبر

 

٢٠١٨ كانت سنة حافلة جداً بالنسبة لي، بالرغم من الساعات اليومية التي قضيتها في التأمل، القراءة عن كُل ما أُحب وجلسات اليوغا، احسست أن دراستي الجامعية عائق أمام تطويري لذاتي، كنت على وشك أن اترك الجامعة لأتفرغ تماماً لدراسة اليوغا. بعد محاولات لإقناع نفسي بالاستمرار في الدراسة قررت أن أرى الجامعة كفرصة لي للإستمرار بتجربة أنواع يوغا جديدة والغوص قدر الإمكان في هذا العالم ، ولكني وعدت نفسي أن اليوغا ستكون الطريق الوحيد الذي اسلكه بعد دراستي الجامعية

منذها مارست أنواع كثيرة من اليوغا  كالهاثا، اشتانغا، ڤنياسا، هوت، ين و كونداليني يوغا

 

بعد تخرجي من الجامعة في ٢٠٢٠ بدأت بالبحث عن تدريب لمعلمين اليوغا. مع الأحداث العالمية تم إلغاء أول تدريب لي في إسبانيا، ولم استطع حضور التدريب الثاني بسبب حضر السفر. بعد ٥ أشهر من المحاولات تمكنت من دخول تدريب معلمين اليوغا (٢٠٠ ساعة تدريبية) في فرنسا

​

ولأن روحي لم تكتفي بالمعرفة سعيت بعدها للإلتحاق بتدريب معلمين اليوغا للمتقدمين (٣٠٠ ساعة تدريبية) اونلاين من مدرسة مرموقة في الهند

 

في ٢٠٢٢ شاركت في تدريب تكميلي لمعلمين اليوغا (٣٠ ساعة تدريبية ) متخصص في المرونة الجسدية

 

 RYT® 500 ومع كل التدريبات والبرامج والمعرفة التي جمعتها خلال السنوات الماضية أصبحت معلمة يوغا معتمدة عالمياً في الهاثا والأشتانغا يوغا

​

لكن حبي لهذا العلم مازال ينضح وينضح ، ويجعلني على يقين أني سأبقى تواقة لهذا الطريق وهذا النور للأبد

 

اليوغا ليست رياضة فقط بالنسبة لي، اليوغا كانت ومازالت الطريق المضيء الذي أمسك بيدي. تعرفتُ خلال السنوات الماضية على نفسي، اتصلتُ بروحي وتعلمت أن اسمع صوتي الداخلي. اليوغا أوصلتني لنسختي الأفضل، زادت إيماني وحبي للحياة، وكانت وسيلتي لتحقيق ذاتي

 

دخولي لعالم اليوغا كان صُدفة (وأنا لاأؤمن بالصدف). ومع تأسيس مجتمع للفرح واليوغا قررت أن أكون الصدفة التي  تضيء الطريق للأرواح التائهة

قررتُ أن اصنع مجتمع من النور، وأن أُزهر في بساتين الآخرين ايضاً، لنصنع معاً أرضاً جديدة مزهرة